top of page

التفكير الناقد

6 sept. 2024

يعد التفكير الناقد من الأهداف التربوية التى نحتاجها فى مدارسنا، لحماية عقول الصغار من التأثيرات
الضارة، لأنه يزود المتعلم بأدوات التفكير التى يحتاجها من أجل التعامل مع تحديات عصر
ً المعلومات، وبذلك يسهم فى تكوين العقلية ال بين ال
ناقدة التى تستطيع أن تحقق توازنا معاصرة
والعولمة والهوية القومية والثقافية، مما يجعله قاد ار مل مع مشكالت المجتمع بصورة ً على التعا
على إيجاد حلول مناسبة لهذه المشكالت، ويصبح قاد ارً تساعد على التكيف بدرجة كبيرة مع
المجتمع وتغيراته.

يعد تدريس التفكير الناقد من أهم األهداف التربوية التي تسعي المناهج الدر اسية إلي تنميتها وتحقيقها, وذلك لتكوين العقلية العلمية التي تواجه المشكالت بطريقة إيجابية في عصر يتسم بتطوير المعلومات المتالحقة في مجال الدراسات االجتماعية ويتطلب ذلك البحث عن النظريات واالستراتيجيات والنماذج المختلفة التي من شأنها أن تسهم في نمو هذه العقلية، والتي ً علي حل المشكلة واستخدام أسلوب التساؤل واستنتاج األسئلة من التالميذ وقيامهم تعتمد أساسا بمالحظات دقيقة، وجمع البيانات، وعمل االستنتاجات واالستدالالت، والتقييم الموضوعي معرفة التناقضات الختيار الصحيح منها، وبالتالي القدرة علي اتخاذ القرار من بدائل مختلفة، وإصدار األحكام والتوصل إلي الحلول المناسبة للمشكالت والمواقف المختلفة، وجميعها من مهارات التفكير الناقد.

وتعد مناهج الدراسات االجتماعية بصفة عامة والتاريخ بصفة خاصة إحدى الميادين المهمة التي تسهم في تنمية القدرة علي التفكير السليم حيث أن مهارتي التحليل والتركيب من المهارات الضرورية لتفسير التاريخ وتوضيحه وهي من أساسيات التفكير الناقد الذي بواسطته يتم تقويم األدلة التاريخية وإصدار األحكام عن صحة الحقائق والربط بين حقيقة وأخري وزمان وآخر ومكان وآخر مما يسهل عملية ربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

ومما يؤكد الدور الفعال للتاريخ في تنمية مهرات التفكير الناقد ما ذكره رضا هندى جمعة الً خصبا ة التفكير الناقد، فمحتواه يتضمن العديد من القضايا الجدلية ً أن التاريخ يعتبر مجا لتنمي التي يمكن من خاللها إكساب الطالب مهارات النقد، وإبداء الرأي والتحليل والربط والتفسير واالستنتاج والمقارنة بين وجهة النظر من ناحية وال أري والحقيقة من ناحية أخري، كما أن التاريخ بمحتواه ومادته العلمية يعالج عالقة السببية بين السابق والالحق من األحداث والقضايا وأثارها المباشرة وغير المباشرة علي حياة الشعوب في الماضي، وكيفية امتدادها إلي الحاضر، بمعني أن الموضوعات التاريخية تفسر الحاضر في ضوء األحداث التاريخية الماضية، ويتم ذلك من خالل معطيات الحاضر ومقابلة تلك األحداث بما يجب أن تكون عليه والمقارنة بين الماضي والحاضر.

وأكد عادل رسمى حماد )9002( أيضا أن التاريخ بحكم طبيعته قادر على تنمية التفكير الناقد لدى الطالب فى مراحل التعليم المختلفة وذلك من خالل القضايا االقتصادية، والسياسية واالجتماعية، والثقافية والبيئية، واألحداث التاريخية التى تتضمنها هذه المواد، كما يتطلب من طالبها عند د ارستها إعمال العقل والفكر فيها، وتحليلها تحليالً يساعد على فهمها واإلفادة منها فى مواجهة المشكالت اليومية.

مما سبق يتضح أن تنمية مهارات التفكير الناقد أحد أهداف تدريس الدراسات االجتماعية، ً فالتاريخ بحكم طبيعته يدفع المتعلم للتأمل وفحص المعلومات التاريخية بدقة ومقارنتها ، ونقدها نقدا موضوعيا ه المعلومات وإيجاد الحلول المنطقية ً إلثبات صحتها واتخاذ الق ار ارت المناسبة بشأن هذ للمشكالت والمشاركة في بناء وتطوير المجتمع، ويمكن تنمية التفكير الناقد من خالل التاريخ عن طريق توجيه التالميذ إلي تحديد المشكالت والمسائل والقضايا المطروحة، وتكليف التالميذ بأنشطة علي شكل قضايا تتحدى العقل وتتطلب االنتباه، وقد أكدت نتائج بعض البحوث والدراسات السابقة على أهمية اكتساب كل من المعلمين والمتعلمين على حد السواء لمهارات التفكير الناقد، ودعت إلى ضرورة االهتمام بها وتضمينها فى المناهج الدراسية المختلفة، ومن الدراسات التى تناولت تنمية مهارات التفكير الناقد فى مادة الدراسات االجتماعية دراسة محمد شالل عبيد.

وتوصلت نتائج هذه الدراسات إلى أهمية تنمية مهارات التفكير الناقد وضرورة تنميتها لدى المعلمين والمتعليمن على السواء، وتوصلت أيضأ إلى أن هذه المهارات ال تتوفر فى أنشطة مناهج الدراسات االجتماعية فى كل الصفوف الدراسية بدرجة كافية، كما أن إلمام التالميذ بها غير كافى، وأوصت بضرورة إعادة صياغة هذه المناهج بحيث تتضمن مهارات التفكير الناقد، كا أكدت على أنه يجب على معلمى الدراسات االجتماعية فى مختلف المراحل الدراسية أن يقوموا بتدريب تالميذهم على مهارات التفكير الناقد. ً على المعنيين بالتربية بصفة عامة والمختصين بالتدريس بصفة خاصة من هنا أصبح ل ازما ً االهتمام بضرورة تنمية مهرات التفكير الناقد لدى المتعلمين، وجعل إتقان هذه المهارات ً أساسيا هدفا بل يجب أن يكون فى صدارة األهداف التعليمية. يتضح مما سبق مدى أهمية تنمية مهارات التفكير الناقد لدى المتعلم كهدف أساسى تسعى التربية الحديثة بصفة عامة والدراسات االجتماعية بصفة خاصة إلى تحقيقه.

لم تعد تنمية مها ارت التفكير الناقد لدى المتعلمين خيارا تربويا ولكنها أصبحت ضرورة تربوية ً ملحة ومطلب قومى ألسباب وطنية وسياسية واجتماعية واقتصادية، ومن حق المتعلم أن يتعلم ً كيف يفكر تفكي ارً ناقدا يؤهله للمشاركة بفاعلية فى الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية.

ويؤ كد دى بونو على ضرورة إقرار تعليم التفكير الناقد فى المدارس وإدراجه فى قائمة المواد الدراسية وبما أن الدراسات االجتماعية جزء من المناهج الدراسية التى تقدمها المدرسة إلى التالميذ، فإن من أهم أهدافها مساعدة التالميذ على تنمية مهارات التفكير الناقد، وإكسابهم مهارات حل المشكالت واتخاذ القرارات، وممارسة عمليات التفكير المختلفة كالفهم والمالحظة والتحليل والتركيب والتفسير والتصنيف وصياغة الفرضيات والتقويم والتصميم ووزن األدلة والحجج والب ارهين.


هذا وقد تضمنت أهداف مقرر الدراسات االجتماعية بالمرحلة اإلعدادية عدة أهداف تتصل بتنمية مهارات التفكير الناقد منها: -9 تنمية شخصية المتعلمين وتعزيز قدرتهم على التحليل والنقد والمبادرة واإلبداع والحوار اإليجابى وحسن االستماع. -9 تنمية القدرة على التفكير واالستنتاج واستخدام مهارات االستقصاء. -8 تنمية القدرة على التفكير الواضح المستمر الذى يقوم على التحليل والربط والتفسير. -4 تنمية الروح النقدى لتعزيز السلوك اإليجابى. -2 تنمية القدرة على التفكير النظرى المقارن وجمع المعلومات ووضع الفرضيات واالحتماالت. -2 تدريب المتعلم على التعلم الذاتى وتعويده المنهجية العلمية القائمة على التدرج المنطقى وربط السبب بالمسبب واستنتاج الحقائق. -7 تدريب المتعلمين على أساليب التفكير وتوظيفها فى حل المشكالت التى تواجه الفرد والمجتمع. وعلى الرغم من أهمية التفكير الناقد فى حياة المتعلمين من ناحية. وتأكيد أهداف مادة الدراسات االجتماعية وخاصة التاريخ على ضرورة االهتمام به وتنميته لدى المتعلمين من ناحية أخرى إال أن االهتمام فى تدريس التاريخ فى مدراسنا ما زال يركز على تزويد المتعلمين بكم هائل من المعلومات والحقائق والمفاهيم، وال يهتم االهتمام الكافى بتنمية مهارات التفكير الناقد لديهم، وترتب على ذلك حدوث ضعف فى أداء المتعلمين لمهارات التفكير لناقد فى مختلف المراحل الدراسية بصفة عامة، وفى المرحلة اإلعدادية بصفة خاصة ويؤكد على ذلك نتائج البحوث والدراسات السابقة التى اهتمت بتنمية مهارات التفكير الناقد لدى التالميذ من خالل تعليم وتعلم الدراسات االجتماعية فى مختلف المراحل الدراسية

وباستقراء هذه البحوث والدراسات، يالحظ أنها أشارت إلى وجود ضعف فى مستوى المتعلمين والمعلمين فى مهارات التفكير الناقد فى المراحل التعليمية المختلفة، وأرجعت هذه الدراسات هذا الضعف إلى عدد من العوامل، من أهمها أسلوب التدريس الذى يتبعه معلمى التاريخ فى تعليم مادتهم، وقد حاولت هذه الدراسات معالجة هذا الضعف باستخدام أسلوب من أساليب التدريس المختلفة أو ببناء برنامج لتنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين، وقد دعت جميعها إلى زيادة االهتمام بمها ارت التفكير الناقد وإلى استخدام أساليب أخرى لتنميتها لدى المتعلمين.

كما تبين للباحثة من خالل عملها كمعلم سابق للصف الثالث اإلعدادى ومن خالل إجراء بعض المقابالت الشخصية مع معلمى المادة الدراسية لنفس الصف وبعض موجهى مادة التاريخ المتابعين لمعلمى المادة، أن عددا كبير من معلمى هذه المادة يعتمدون فى تدريسهم على الطرق التقليدية وأنهم ال يهتموا بتنمية مهارات التفكير الناقد بدرجة اهتمامهم بالحفظ واالستظهار، مما ً لدى تالميذ الصف الثالث اإلعدادى فى مها ارت التفكير الناقد، ً شديدا ترتب عليه حدوث ضعفا كما أن المعلمين أشارور إلى أن هناك صعوبة فى تعليم التالميذ مهارات التفكير الناقد باألساليب التقليدية وأنهم بحاجة إلى أساليب ونماذج تدريسية حديثة تساعدهم على تنمية مهارات التفكير الناقد لدى طالبهم، كما قامت الباحثة بتطبيق استطالع رأى على المعلمين والتالميذ لتحديد أكثر وحدات المنهج صعوبة وأظهرت نتائج استطالع ال أرى أن الوحدة ال اربعة )مصر والزحف االستعمارى( هى أكثر وحدات المنهج صعوبة.

لذا دعت الحاجة إلى البحث فى استراتيجيات وأساليب التدريس عن استراتيجية يمكن أن يمكن أن يستخدمها المعلم مع تالميذه، ويستطيع من خاللها تنمية مهارات التفكير الناقد، وباستقراء استراتيجيات وأساليب التدريس وجدت الباحثة أن استراتيجية قبعات التفكير الست لدى بونو أثبتت فعاليتها فى تنمية مهارات التفكير بأنواعه المختلفة وخاصة مهارات التفكير الناقد فى كثير من المواد الدراسية ومنها الدراسات االجتماعية حيث أجريت العديد من الدراسات التى أثبتت فاعلية

تعريف التفكير الناقد:عرف مجدي عزيز إبراهيم )9002 : 822( تعريف التفكير الناقد بصيغتين هما: - التفكير الناقد هو مهارة التمييز بين الفرضيات والتعميمات، وبين الحقائق واالدعاءات وبين المعلومات المنقحة و غير المنقحة. ً - التفكير الناقد هو العمليات العقلية واالستراتيجيات التي يستخدمها الفر د لكي يصدر أحكاما ويتخذ قرارات ويعطي تفسيرات لما يراه في المواقف المختلفة، وهو يتضمن مهارات بعينها

مهارات التفكير الناقد:هناك العديد من التصنيفات لمهارات التفكير الناقد تبعا ً لتعدد التعريفات واألطر النظرية المفسرة لذلك، ومن أشهر هذه التصنيفات تصنيف واطسون وجليسر حيث قام جابر عبد الحميد جابر، ويحيي حامد هندام عام 9279 بإعداد صورة عربية الختبار واطسون وجليسر تناسب البيئة المصرية وردت فيه خمس مهارات للتفكير الناقد يذكرها عدنان يوسف العتوم )9004 : -992 997( هي:  التعرف علي االفتراضات: وتشير إلي القدرة علي التمييز بين درجات صدق معلومات محددة، أوعدم صدقها، والتمييز بين الحقيقة والرأي، والغرض من المعلومات المعطاة .  التفسير: ويعني القدرة علي تحديد المشكلة، والتعرف علي التفسيرات المنطقية، وتقرير فيما إذا كانت التعميمات والنتائج المبنية علي معلومات معينة مقبولة ام ال.  االستنباط: ويشير إلي قدرة الفرد علي تحديد بعض النتائج المترتبة علي مقدمات أو معلومات سابقة لهااالستنتاج: ويشير إلي قدرة الفرد علي استخالص نتيجة من حقائق معينة أو مفترضة، ويكون لدي الفرد القدرة علي إد ارك صحة النتيجة من خطئها في ضوء المعلومات المعطاة.  تقويم الحجج: أي قدرة الفرد علي تقويم الفكرة، وقبولها أو رفضها، والتمييز بين المصادر األساسية والثانوية، والحجج القوية و الضعيفة، وإصدار حكم علي مدي كفاية المعلومات. .

خصائص التفكير الناقد ذكر أحمد جودت سعادة ):9008 902-90( أن هناك ثمانى خصائص للتفكير الناقد هى: -9 طرح األسئلة. -9 تحديد المشكالت. -8 فحص األدلة. -4 تحليل كل من االفتراضات والتحيزات. -2 تجنب التفكير العاطفي. --2 تجنب التبسيط الزائد لألمور. -7 األخذ في الحسبان التفسي ارت األخرى لألمور. -1 تحمل الغموض



bottom of page